‏إظهار الرسائل ذات التسميات الأخبار. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات الأخبار. إظهار كافة الرسائل
الجمعة، 27 يونيو 2014

’’التسول‘‘ بأسم السوريين.. ظاهرة تغزوا شوارع تركيا!


انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة "التسول" باسم مأساة السوريين في عدد من المدن التركية، مستغلين ثورة شعب للحصول على المال..

 

لم تقتصر جرائم نظام بشار الأسد على مناظر الدمار والخراب والقتل بحق السوريين في الداخل، بل وصلت إلى عدد من دول اللجوء التي تكتظ بالسوريين الهاربين من شبح الموت، أمام عجز دولي عن وضع حد لمأساة شعب يقتله الرصاص والصواريخ والمدافع في الداخل والتشرد في الخارج..

ومن مظاهر مأساة السوريين في الخارج، رصدت مراسلة "أخبار الآن" عدد من الأسر السورية تفترش زوايا الكراجات بالعاصمة التركية أنقرة، وتنام منذ شهور عدّة، متحدية برد الليل وحر النهار، مصرين على الاستمرار بذلك لأنه لا مكان يلجؤون إليه سوى الكراجات، حسب قولهم، وهناك من وجد في "التسوّل" وسيلة للحصول على المال، بعد أن سدت بوجهه فرص العمل، أو كان متسولا في سوريا قبل وأثناء الثورة ومزاولتها حالياً في تركيا. 

تقول صبحية، وهي أم لـ4 أطفال لـ"أخبار الآن": "وصلنا أنقرة منذ 15 يوماً، ووجهتنا استنبول، فقد تواصل زوجي مع صديق له هناك وأخبره أنّ العمل هناك متوفّر، ولكننا لم نستطع متابعة الرحلة فأجور الطريق غالية ولم نتمكن من تأمينها"، مضيفة أن جيش بشار وشبيحته هم من أوصلها وأطفالها إلى هذه الحالة.

"سامية" سيدة اربعينية عند سؤالنا لها عن سبب نومهم بالكراج، ولماذا لا يذهبون للمخيمات، تجيب بالقول: "في المخيمات لا يسمحون لنا بالخروج وقت نشاء، والحياة صعبة، زوجي هو من أراد ذلك لأنه قال ربما نجد عملاً خارج المخيمات ونعيش حياة كريمة".

•    تساؤلات وتسوّل
لماذا ارتضى هؤلاء الناس الذل ومد اليد للآخرين؟ ولِمِا لم يبحثوا على عمل ليعتاشوا منه؟ ومن المسؤول عن هذه الظاهرة الحكومة التركية أم الهيئات السورية المتواجدة في تركيا. "عيسى" رب أسرة لـ 3 أطفال وأمهم، سألناه كيف ترتضي لنفسك هذا الوضع، لِمَ لا تعمل؟ أطرق رأسه ولم يُجب.

وانتشرت ظاهرة "التسوّل" في عدد من المدن التركية من قبل بعض السوريين الذين كانوا يمتهنون "الشحاذة" سابقاً للحصول على المال، ويشوهون سمعة إخوانهم الذين هربوا من القصف والقتل لإيجاد ملاذ آمن في مدن تركيا.

وأطلق نشطاء حملة بعنوان "السوري طول عمرك بيك" "نظراً للانتشار الملحوظ لظاهرة التسول (باسم السوريين) في تركيا، وبعد أن تطورت الظاهرة لتتحول إلى مهنة رخيصة يزاولها البعض لكسب المال، مستغلين قضية السوريين ومأساتهم.

وقامت الحملة التي ينظمها مجموعة كبيرة من السوريين في تركيا، بمخاطبة الشارعين السوري والتركي، من خلال عقد اللقاءات التوعوية المباشرة مع جميع الأطراف لإيجاد الحلول الناجعة والحد من تطور هذه الظاهرة الخطيرة تمهيداً للتخلص منها.

تقول إحدى السوريات اللواتي شاركن في الحملة "السوري الحر لم يقبل على نفسه المهانة، وثار لكرامته ولم لن يرتضي لنفسه العيش عالة على الآخرين، ولكن بالتأكيد هناك ممن له ظروفه خاصة اضطرته لذلك".